وأخيرا‏..‏ قاموس للأدب العربي الحديث

دار الشروق صدر منذ أيام قليلة قاموس الأدب العربي الحديث من إعداد الدكتور حمدي السكوت وتحريره‏,‏ وبمشاركة اثنين وسبعين باحثا أسهموا في تحرير مداخله‏.‏

والدكتور حمدي السكوت هو أستاذ فخري مدي الحياة بالجامعة الأمريكية‏,‏ وأستاذ الأدب العربي ومدير مركز الدراسات العربية ووحدة بحوث الأدب العربي بالجامعة الأمريكية سابقا‏,‏ وصاحب أول بيبليوجرافيا علمية شاملة للرواية العربية‏,‏ وأول سلسلة بيوجرافية نقدية بيبليوجرافية عن أعلام الأدب المعاصر في مصر‏:‏ طه حسين والعقاد والمازني وأحمد أمين ونجيب وغيرهم‏,‏ بالاشتراك مع العالم والمستعرب الراحل الدكتور مارسدن جونز الأستاذ بالجامعة الأمريكية‏.‏

أما الباحثون المسهمون في هذا العمل الضخم ـ علي مدي عدة سنوات ـ فبينهم نقاد كبار وأساتذة جامعيون وكتاب وأدباء ومؤرخون‏,‏ من بينهم الناقد الكبير الدكتور محمود الربيعي عضو مجمع اللغة العربية والأستاذ بالجامعة الأمريكية‏,‏ والمرحوم بإذن الله الدكتور علي عشري زايد الأستاذ في كلية دار العلوم‏,‏ والمستعربة الايطالية فرانشسكا ماريا كوراو والدكتور سعد مصلوح‏,‏ والدكتور محمد بدوي والدكتور أحمد درويش والدكتور محمد الجوادي والدكتورة نادية بدران والدكتور يوسف نوفل والدكتور محمد بربري والدكتور صبري حافظ والدكتور محسن الموسوي والدكتور عبدالحميد شيحة والدكتورة أمينة رشيد‏,‏ والكاتب الروائي محمد جبريل‏,‏ والباحثة الأكاديمية مها صالح‏,‏ والمؤرخ الأدبي الكبير وديع فلسطين‏,‏ والأديب الكبير يوسف الشاروني والدكتور منصور الحازمي والدكتورة عزة بدر والشاعرة والأكاديمية الموريتانية الدكتورة مباركة بنت البراء والدكتور عاطف العراقي وغيرهم‏.‏

وفي مقدمة القاموس يأمل الدكتور حمدي السكوت أن يقدم للقارئ العادي معلومات صحيحة وواضحة وسريعة حول المبدعين وكبار رجال الفكر والثقافة في العالم العربي في العصر الحديث‏,‏ وهو يتألف من مداخل أو مقالات موجزة‏,‏ خصص كل منها لواحد من هؤلاء المبدعين أو المفكرين‏,‏ في أرجاء العالم العربي كافة‏,‏ من موريتانيا الي عمان‏,‏ ومن أوائل القرن التاسع عشر حتي عام‏2006,‏ فضلا عن مداخل للكتب المهمة‏,‏ وأهم المجلات الأدبية والثقافية‏,‏ وللجمعيات أو المدارس الأدبية التي كان لها دور في تطوير بعض الفنون الأدبية‏,‏ ولعدد من المكتبات ذات التاريخ والأهمية في الوطن العربي‏,‏ كما أنه لا يغفل المجالس أو الصالونات الأدبية والمقاهي الثقافية‏.‏

يضم القاموس نحو ألف مدخل يدور معظمها حول المبدعين العرب‏,‏ في مجالات الشعر والرواية والمسرح والقصة‏,‏ أو بالانجليزية أو الفرنسية‏,‏ والنقاد العرب الذين رحلوا عن عالمنا‏,‏ بعد ان تركوا أثرا واضحا في مجال النقد والدراسة الأدبية‏.‏

ويوضح الدكتور حمدي السكوت أنه في ظل غياب أية موسوعة عربية علمية ملائمة للشخصيات‏,‏ كان لابد من اضافة عدد من كبار الراحلين الذين لا غني للمثقف العربي عن الإلمام بسيرهم‏,‏ ومنهم كبار المفكرين والمثقفين العرب‏:‏ الطهطاوي والأفغاني ومحمد عبده والكواكبي وقاسم أمين وبشر فارس وفرح أنطون ولطفي السيد وهدي شعراوي وصفية زغلول ونبوية موسي وسيزا نبراوي ودرية شفيق وغيرهم‏,‏ وعدد من كبار العلماء والفنانين والمهتمين بالفكر الفلسفي‏,‏ وكبار الصحفيين من بينهم‏:‏ علي مصطفي مشرفة‏,‏ ومحمد كامل حسين‏,‏ وأحمد مستجير ومحمود مختار وحسن فتحي ومصطفي عبدالرازق وعبدالرحمن بدوي وزكي نجيب محمود ومحمد التابعي وفكري اباظة وعلي مصطفي أمين وأحمد بهاء الدين وغيرهم‏,‏

أهم مافي هذا القاموس أن صاحبه لا يدعي له الكمال إذ لابد من وجود سلبيات‏,‏ أهمها الغفلة عن أسماء ماكان ينبغي ان تنسي‏,‏ وذكر من دونهم مكانة وقدرا‏,‏ وهو أمر يمكن معالجته في الطبعات اللاحقة من القاموس‏,‏ الذي سيظل مفتوحا للاضافة باستمرار‏,‏ كما سيبقي مرجعا لا غني عنه لأي مثقف أو باحث في زماننا‏,‏ علي امتداد الوطن العربي كله‏.‏